٠٨‏/١٠‏/٢٠٠٩

الغد المنتظر


قال أحد الكتاب : " لا تحن إلى غد في يومك ".
لست أدري صحة هذه المقولة ..... غير أني أحن جدًا إلى غد.
أحن إلى دفء .. إلى حنان .. إلى استقرار.
أحن إلى إنجازاتي .. إلى نجاحاتي .. إلى بصماتي.
أحن إلى ماأغير به نفسي .. ومن حولي.
كيف لا أحن إلى غد .. وأنا لم اعمل .. ولم أسع في يومي إلا لأجل ذاك الغد.
لأجل أن أكون مع من أحب .. وكيفما أحب.
كيف لا احن إلى غد .. ونحن المسلمون لايهمنا في حياتنا إلا بلوغ الجنة { فهي الغد }.
ونحن الطلاب لا يهمنا إلا يوم نجاحنا { فهو الغد }.
ونحن العاملون كل في مجاله لا يسعى إلا لنجاح أو ترقية أو إنجاز { فهي الغد }.
برأيي أن من لا يحن إلى الغد فليس له غد أصلا ، فهو لم يتجاوز في تفكيره إلا يومه هذا.
لا أعني بذلك أن تجلس مكتوف اليدين .. منتظرا لذلك الغد .. ولكن اسع وابحث وتفكر اليوم لتصل ، وليكون غدك فعلاً خير من يومك هذا.
ولعل هذا رأي صاحب تلك المقولة.

٠٢‏/٠١‏/٢٠٠٩

ماهي نجومك؟؟


أهداف الحياة نجوم .. بعيدة في السماء.

نجوم .. كلما نظرنا إلى لمعانها ..

تأملنا بريقها .. تتملكنا الرغبة في الحصول عليها.

ليس الحصول .. بل الوصول.

أجل .. أن نرتقي نحن إليها..

عندما تحقق هدفاً ، تكون قد حصلت على إحدى النجوم..

أعني وصلت إليها..

تلك الأشواط التي قطعتها .. وذلك الطريق الذي سلكته.. هو سلّم ٌ تصعد فيه..ترتقي وتتميز..

وحين تصل .. تبدأ بالتألق..


بعض النجوم بعيد .. وبعضها الآخر له في القرب مكان ولكنه ليس جداً قريب.

عندما تحقق هدفاً .. تكون قد حصلت على صورة رسمتها في الخيال.

فأصبحت منقوشة بين الذكريات..

هي صورة .. لا بل حياة .. تعيشها كلما عدت إلى الوراء.

تتأمل تفاصيلها .. دقائقها .. شخصياتها .. وكل زواياها..

وبمجرد أن تعود إليها .. لن تعيدك إلى الماضي ..

.. بل ستنقلك إلى المستقبل .. الذي هو صورة لذلك الماضي.

عش تلك اللحظات .. لحظات ستمنحك طاقة تدفعك للاستمرار.

طاقة لم تعهدها في نفسك من قبل.

تمنحك الرغبة في الاستمرار .. الرغبة في الحصول على باقي النجوم .

هكذا يحدث المجربون..

وكلما زادت أهدافك وضوحا .. وخطواتك تحديدا .. وعرفت مرادك

تأكد أنك ستصل إلى سمائك.

لعلك تتعثر أو تسقط في الطريق..أو تقع في منحدر يعيدك إلى نقطة الصفر..

قد يحدث ذلك مرة .. أو مرتين .. أو مئة مرة.. لاتيأس.

قد يسميه البعض فشلاً..

لكنه عند مفهوم الحكماء نجاح .. نجاح من نوع ثمين.

يدفعك للوصول .. ولعلك ماكنت لتصل لولاه .. فتأمل.


فأنت حين تسير في طريق لأول مرة لاتعرف مواضع الحفر والمطبات،

قد تتجاوز الأولى وتقع في الثانية..

وتعود فتتجاوز الأولى والثانية وتقع في الثالثة..

وقد تحذر فتتجاوز الرابعة .. أو تتعثر فيها ولكن دون أن تسقط هذه المرة..

وفي كلتا الحالتين تكون قويّ .. وذكيّ.

فأنت قويٌّ.. حين لا تقعدك آلام السقوط عن الاستمرار.. وتجاوز الحفر المتوالية..

ذكــيٌُّ .. حين تدرس الخطوات .. وتتوقع العقبات .. وتكتشف نقاط الضعف فيها فتقويها.


أخيراً .. إن لم تستطع أن تحقق هدفاً .. فامنحه لغيرك..

علمه لطفلك .. لتلميذك .. لأخيك .. فتحيا به ذكراك بعد موتك.

فتكون قادراً على التألق بين النجوم .. في الحياة وحتى بعد الممات..

٢٩‏/١٢‏/٢٠٠٨

الرسالة


لم يخلق المسلم ليكون ناسكاً أو راهبا .. يحيا منعزلا .. ويعيش وحيداً .. إنما ..

لكل مؤمن رسالة يؤديها .. خدمة يقدمها ، يعز بها الإسلام ويرفع شأنه.

تلك الرسالة هي المهمة التي من أجلها خلق...

فليس الدين صلاة وصيام فقط ...

الدين رسالة .. وليست أي رسالة..


الدين ..إيمان بالقلب .. خوف ورجاء .. أمل ودعاء .. استسلام وانقياد ..

نطق باللسان .. لاأن تنطق بالشهادة فحسب .. بل أن تسمعها الكون بأسره .. كيف؟!

بعمل الأركان .. فالمسلم منبر متحرك .. يدعو أينما حل ، ليس فقط بلسانه ، بل بابتسامته ، بحركته ، بنظرته ،وحتى بصمْته.


في الحياة كلها المسلم داعية ، أينما حلّ .

فهو متقن في صنعته ، صادق في مقالته ، ناجح في مهنته ، أمين على مسؤوليته ، قوي في عمله .

ليس لأجل نفسه .. بل لأنه مسلم لديه رسالة عليه تبليغها .. ومهمة عليه إنجازها.

هو متقن .. صادق ..ناجح .. قويٌّ وأمين ليس غروراً بل تواضعاً ... أجل .. تواضعاً .

فهو مع كونه بشراً لا يصل إلى بلوغ الكمال .. مع ذلك يكون هدف حياته عز الإسلام..


وعندما يكون عز الإسلام هو غاية الحياة .. فعندها لن يعجز المسلم عن إيجاد رسالة يمنحها ويوصلها للمسلم وغير المسلم.

وعندما تتضح هذه الغاية يتنازل صاحبها عن أي لذة في الحياة في سبيل تحقيق غايته.

وعندما تصبح هذه الغاية مرسومة - لا - بل محفورة في الذاكرة ، تهون في سبيلها كل التضحيات ، وكل الآلام.


فهي حتى تكون الغاية المطلوبة ، لابد أن تكون وعرة الطريق ، صعبة المنال ، محفوفة بالمخاطر والأشواك ، حتى يتذوق الساعي إليها حلاوة الابتلاءات .. أجل ..حلاوة ..لايتذوقها إلا من عشق الإسلام ، وأخذته الحمية على أهله.


ليس من السهل للمرء أن يعرف رسالته .. ولو سهل الوصول إليها لما احتاج التعب في تبليغها .

هي شيء تبحث عنه .. بين صفحات الوجوه .. وأوراق الكتب ، بين أخلاق الناس وأفعالهم ، وتجد في البحث حتى أذا عرفته أو وصلت إليه أو أمسكت خيطاً يأخذك إليه .. فابدأ بتبليغه أو تعليمه.


لاحاجة بك إلى طلاقة اللسان .. إذ يكفيك بشاشة الوجه وحسن المعشر وصدق النية ... فلسان المؤمن ترجمان قلبه..


هذا الشيء الذي صار رسالة عليك أن تؤديها قد يكون أمراً في الدين أو في الدنيا .. غاب عن الناس خيره فتركوه ولو علموا خيره ماألقوه


ابحث عما ينقص المسلمين .. لا بل عما يمكنك أن تقدمه أنت لهم ..

انظر جيداً ..تأمل حالهم.. الثغرات كثيرة ..

ثق أنك تستطيع أن تسد ثغرة.. فلا مستحيل لمن يريد.


وأخيراً أكتب تلك الرسالة .. واجعله هدفا عنه لن تحيد.


وهكذا نستطيع معاً....

أن نعيد للإسلام عزه من جديد...

٢٦‏/١٢‏/٢٠٠٨

الخارطة





ما أجمل أن يولد المرء من جديد .... أن يولد له عقل جديد ..
........ فكر جديد .
ليست ولادة بالمعنى الملفوظ .... بل ولادة بالمعنى المحفوظ..
حين تبحث عن شيء لاتدرك ماهو .. فأنت تبحث في المجهول ...
تبحث في كل شيء .. وفي اللا شيء ..في الفراغ ..والفضاء..
قد يلح عليك ذلك المجهول ... لتجده ..
قد تشعر بالضياع ... وفي يدك خارطة الطريق..
بكل بساطة ... أنت لاتعرف كيف تقرؤها ..
لا تعرف كيف تفكك رموزها ..
لا تعرف كيف تجد ضالتك فيها ..

لكل إنسان خارطة ..تكون دليله في الحياة ..
خارطة ... رُسمت أساساتها .. وترك الباقي لك..
فإن لم تعرف تلك الأساسات .. فلن تستطيع إكمال الباقي..
بل قد لاتستطيع البداية أصلاً...

ابحث .. تفكر .. تأمل .. اقرأ .. أكتب .. أنصت.
رتب أفكارك ..
أعثر على نفسك.
حدد مواهبك ..
تأمل فيما تحب .. وفيمن تحب..
ابحث عما تحب .. عن حلم لعله راودك مرة .. فمنعته من الخروج..
أو عن رغبة بحثت عنها .. فلم تعثر عليها فيمن حولك ..

اجتهد في البحث .. ستعرف بالتأكيد كيف تكمل خارطتك..
وحين تعرف .. لا تتهور ..
ادرس تلك الأساسات ..
اعرف نقاط قوتك ... وطورها ..
ونقاط ضعفك ... وعالجها..
واكتب هدفك.

كن واثقا من نفسك .. ومهما كثرت الأشواك والعثرات .. لا تتوقف..
إلا ... لترتيب أفكارك.. ثم أكمل المسير.

اجعل رفيقك الاستخارة .. وبعدها .. أيقن أنك لن تندم حيثما وصلت.

فسر على بركة الله

٢٤‏/١٢‏/٢٠٠٨

إلى متى؟؟؟

لديّ كلام كثير ...كثير..
كلمات ومفردات ....تنادي في داخلي...تتساءل!!
لماذا يحدث هذا ؟؟ ... ولماذا لايحدث ذاك ؟؟

تصرخ في جوفي ...

إلى متى ... إلى متى سنصمت...؟!
... إلى متى سنبقى متفرجين... ونحن أمة التغيير؟!

لعلنا مع مرور الأزمان تناسيننا كيف كنا ...
ولعلنا مع زحمة الأشغال لـُهينا فازداد النسيان ...
ربما تجاهلنا ذلك لكثرة الفجوات ..
فكيف عسانا نرقع ثوباً قد بلى ؟؟
أو من أين عسانا نبدأ الترميم ؟؟

ولكننا نستطيع إن أردنا .. إن اقتنعنا ..

لعل البداية صعبة ... وكل بداية صعبة ..
لكننا لابد أن نبدأ ... لأننا - ولن أقول كنا - أعظم أمة في التاريخ بل وبإذن الله وسنبقى..

لست فتاة بثقافة واسعة .. ولا تعليم عالمي ... لست إلا فتاة....

سأكتب ..لأجل أن أبدأ بنفسي .. ولعلي أساعد الناس من حولي..
سأكتب بكلماتي بلا تنميق ولاتكليف..
سأكتب لأنني أعلم أن هذا الكلام يشعر به كل إنسان ... لذا سيصل إلى القلوب

لعلي أخطئ ولعلي أصيب ... فلست إلا بشر

لابد أن نتكلم لا لنشعل حرباً ولالنهدم بيتاً بل لنحاول إصلاح أنفسنا
............... فنصلح بذلك أسرنا بل و مجتمعاتنا

ويكفينا فخراً أننا خير أمة أخرجت للناس ...

٢٣‏/١٢‏/٢٠٠٨

صندوق السعادة


طرائف الحياة ... مواقف سعيدة ...
تتمنى ألا تغادرها ... وإن فعلت !!
ترجو ألا تنســـاها ... فإن نسيت !!
فقدت لذة الذكريات السعيدة ...

قد يكون النسيان نعمة ٌ عظيمة ...!! ...ولكنه هنا ابتلاء ...
حين لاتبقي لك الذاكرة إلا الآلام والأوجاع ....
ولاتبقي لك الدنيا إلا لوعة الفراق ..

لذا لا تسمح لنفسك بالتعاسة ...

الجمال .. موجودٌ في كل شيء وإن خفى ..!!
ابحث عنه ....
كن أنت من يكتشفه ....
فهكذا تكون صانعاً للسعادة ..

اصنع لنفسك صندوقاً سحرياً ...
خبء فيه كل الحكايا والطرائف ..
لا لتمنعها عن الناس ... بل لتمنعها من الهروب ..
اصنع لها على أوراقك الخلود ... سطرها بمشاعرك الصادقة ...
ولاتنسى .. أن تخلد معها الدروس والآمال ...

فقد يأتي يوم ..تكون أحوج ماتكون لتلك الكلمات ...

لتذكرك كيف كنت ...!! وكيف ستبقى....!!