١ محرم ١٤٣٠ هـ

الرسالة


لم يخلق المسلم ليكون ناسكاً أو راهبا .. يحيا منعزلا .. ويعيش وحيداً .. إنما ..

لكل مؤمن رسالة يؤديها .. خدمة يقدمها ، يعز بها الإسلام ويرفع شأنه.

تلك الرسالة هي المهمة التي من أجلها خلق...

فليس الدين صلاة وصيام فقط ...

الدين رسالة .. وليست أي رسالة..


الدين ..إيمان بالقلب .. خوف ورجاء .. أمل ودعاء .. استسلام وانقياد ..

نطق باللسان .. لاأن تنطق بالشهادة فحسب .. بل أن تسمعها الكون بأسره .. كيف؟!

بعمل الأركان .. فالمسلم منبر متحرك .. يدعو أينما حل ، ليس فقط بلسانه ، بل بابتسامته ، بحركته ، بنظرته ،وحتى بصمْته.


في الحياة كلها المسلم داعية ، أينما حلّ .

فهو متقن في صنعته ، صادق في مقالته ، ناجح في مهنته ، أمين على مسؤوليته ، قوي في عمله .

ليس لأجل نفسه .. بل لأنه مسلم لديه رسالة عليه تبليغها .. ومهمة عليه إنجازها.

هو متقن .. صادق ..ناجح .. قويٌّ وأمين ليس غروراً بل تواضعاً ... أجل .. تواضعاً .

فهو مع كونه بشراً لا يصل إلى بلوغ الكمال .. مع ذلك يكون هدف حياته عز الإسلام..


وعندما يكون عز الإسلام هو غاية الحياة .. فعندها لن يعجز المسلم عن إيجاد رسالة يمنحها ويوصلها للمسلم وغير المسلم.

وعندما تتضح هذه الغاية يتنازل صاحبها عن أي لذة في الحياة في سبيل تحقيق غايته.

وعندما تصبح هذه الغاية مرسومة - لا - بل محفورة في الذاكرة ، تهون في سبيلها كل التضحيات ، وكل الآلام.


فهي حتى تكون الغاية المطلوبة ، لابد أن تكون وعرة الطريق ، صعبة المنال ، محفوفة بالمخاطر والأشواك ، حتى يتذوق الساعي إليها حلاوة الابتلاءات .. أجل ..حلاوة ..لايتذوقها إلا من عشق الإسلام ، وأخذته الحمية على أهله.


ليس من السهل للمرء أن يعرف رسالته .. ولو سهل الوصول إليها لما احتاج التعب في تبليغها .

هي شيء تبحث عنه .. بين صفحات الوجوه .. وأوراق الكتب ، بين أخلاق الناس وأفعالهم ، وتجد في البحث حتى أذا عرفته أو وصلت إليه أو أمسكت خيطاً يأخذك إليه .. فابدأ بتبليغه أو تعليمه.


لاحاجة بك إلى طلاقة اللسان .. إذ يكفيك بشاشة الوجه وحسن المعشر وصدق النية ... فلسان المؤمن ترجمان قلبه..


هذا الشيء الذي صار رسالة عليك أن تؤديها قد يكون أمراً في الدين أو في الدنيا .. غاب عن الناس خيره فتركوه ولو علموا خيره ماألقوه


ابحث عما ينقص المسلمين .. لا بل عما يمكنك أن تقدمه أنت لهم ..

انظر جيداً ..تأمل حالهم.. الثغرات كثيرة ..

ثق أنك تستطيع أن تسد ثغرة.. فلا مستحيل لمن يريد.


وأخيراً أكتب تلك الرسالة .. واجعله هدفا عنه لن تحيد.


وهكذا نستطيع معاً....

أن نعيد للإسلام عزه من جديد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق